الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقراءة القرآن جماعة بصوت واحد بعد صلاة الفجر والعصر، أو غيرهما من الصلوات بدعة مكروهة وإنما كرهت القراءة على هذا الوجه لأنه خلاف عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". وفي رواية: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد" أخرجه البخاري ومسلم.
ولأنه يلزم منه تخليط بعضهم على بعض، وهو مكروه.
أما إذا قرأ كل واحد لنفسه، أو تدارسوا القرآن جميعاً، كلما فرغ واحد قرأ الآخر، واستمعوا له فهذا من أفضل القرب، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم، فهذا الحديث يدل على استحباب الاجتماع في بيوت الله، لتلاوة القرآن، لأن ذلك سبب في نزول الطمأنينة، وهبوط الرحمة، وحضور الملائكة، ورضى الله عن المجتمعين وذكرهم في السماء بعملهم المبارك.
وكذلك الذكر الجماعي وهو: ما ينطق به الذاكرون المجتمعون بصوت واحد يوافق بعضهم بعضاً، فقد عده العلماء أيضا من البدع لوجود علة التشويش، ومخالفة العمل. والعلم عند الله تعالى.