الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمتم قد قسمتم كل شيء وتم الاتفاق على ذلك برضاكم جميعا وفي حال أهليتكم للتصرف فإن هذه القسمة ماضية وصحيحة شرعا لأنها حصلت بالتراضي والاتفاق ولو كان حصل فيها غبن أو ما أشبه ذلك، وقد سبق بيان أنواع القسمة في الفتاوى التالية أرقامها فنرجو أن تطلع عليها : 46380 ، 48772، 51921 ، 63445 ، 63459 ، 66593 ، 68291 .
ولذلك فالظاهر أن ما حصلت عليه من هذه القسمة هو حقك الشرعي، وقد أحسنت عندما تنازلت لصالح إخوانك عن نصيبك من العمارة، والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو المحافظة على صلة إخوانك وإصلاح ما بينهم وإزالة كل ما يؤدي إلى فساد ذات البين، فقد قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ {الأنفال: 1}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة . رواه أبو داود والترمذي وغيرهما .
والله أعلم .