الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياك من الآمنين، فالأمان بيده سبحانه، فمن أمنه الله فهو الآمن، ومن أخافه فهو الخائف، وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ، عز جاره وجل ثناؤه، ولا إله غيره، فننصحك بالفرار منه سبحانه إليه، قال تعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ {الذاريات:50}، وذلك باللجوء إليه سبحانه بأن يصلح حالك، وأن يمنحك الأمان والاطمئنان، ونوصيك بالاقتراب من زوجك، وإحسان الظن به، واحتساب الأجر فيما تقدمينه لزوجك ولأبنائه عند المولى سبحانه، قال تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ {البقرة:270}، وقال: وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ {البقرة:272}، وهذا لا يمنعك من المطالبة بحقك، حيث إن لك الحق في النفقة على زوجك بما يكفيك بالمعروف، ولا بأس كذلك أن تعتبري ما تقدمينه لزوجك قرضاً يمكنك أن تطالبيه به في وقت حاجتك إليه ويساره به.
وللعلم فإن المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من عملها ومن أي شيء آخر، وخروجها إلى العمل مرهون بإذنه لها بالخروج، إلا إذا اشترطت ذلك في عقد الزواج، وعليه فينبغي لك أن تقدري للزوج إذنه لك بالخروج للعمل، على حساب حقه في بقائك في البيت، واعلمي أنه لا يلزم الزوج النفقة على ولدك من غيره.
والله أعلم.