الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعله صديقك من مصافحته للأجنبية عنه وتقبيل يدها محرم شرعا؛ لقوله تعالى : وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا{الإسراء:32} وقوله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{النور:30} ولمس الأجنبية أشد من النظر إليها وهو من قربان الزنى وتعاطي أسبابه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له . أخرجه الطبراني ورجاله ثقات، وكذا رواه البيهقي. وقد بينا ذلك مفصلا في الفتاوى ذات الأرقام التالية:2412 ، 1769 ، 3320 ، 1025 . وأما ذكره لخلاف أهل العلم في حكم السلام على الأجنبية فهو إلقاء السلام بالقول عليها وليس المصافحة باليد أو التقبيل بالفم، وقد بينا أقوالهم في المسألة في الفتوى رقم: 6158 ، والواجب عليك أخي الكريم هو نصح صديقك ووعظه وعرض تلك الفتاوى والأدلة عليه دون مناقشته في شبهه التي يثيرها، فإن تاب وندم على تفريطه في جنب الله وتجاسره على ارتكاب ما نهاه عنه فلا ضير في مصادقته، وإلا فننصحك بالابتعاد عنه لئلا يجرفك معه إلى ما هو فيه .
والله أعلم .