الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أوجب الله تعالى في كتابه الاغتسال من الجنابة فقال سبحانه : وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا {المائدة: 6 } وجعل التيمم بديلا عن الاغتسال في حالة عدم وجود الماء أو العجز عن استعماله لسبب شرعي فقال سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا {النساء: 43 } ولم يذكر أحد الفقهاء -فيما نعلم- أن مجرد الاستحياء من الاغتسال والخوف من الناس عذر يوجب الانتقال إلى التيمم، ومن صلى والحالة هذه بالتيمم يكون قد صلى على غير طهارة، وقد ورد في صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يقبل الله صلاة بغير طهور . ويجب ألا يكون الحياء مانعا للإنسان عن الحق؛ لأنه حينئذ يكون حياء مذموما، ويمكن أن تتحين الوقت المناسب للزيارة والغسل خفية إن أمكن أو مغادرة المنزل إلى مكان آخر. والضيف ليس له عذر في ترك الاغتسال لكونه ضيفا بل عليه أن يغتسل كما سبق لأن هذا شيء طبيعي يصيب الناس .
والله أعلم .