الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه المرأة أوصت بنصيبها لمن يعمر البيت ووصيتها صحيحة؛ لأن الوصية المعلقة على شرط عوض صحيحة وما دام ابن أخيها قد نفذ الوصية فعمر البيت فقد استحق الوصية قال الشهاب الرملي في فتاويه ( وقد قالوا لو قال أوصيت لزيد بألف إن تبرع لولدي بخمسمائة صحت إذا قبل لزمه دفعها إليه ) اهـ
وقولها في وصيتها لمن يعمر البيت يعتبر تعيينا للموصى له على المعتمد وقد قال الشيخ ابن حجر الهيتمي رحمه الله في الفتاوي الكبرى فيمن أوصى لمن يحج عنه: (فلا فرق فيه بين أن يقول لمن يحج عني أو بحجة مثلا لاستواء الكل في المعنى المعلل به وهو أن الزائد وصية لمن لم يعين فتبطل , وعلى ما رجحه الأذرعي وهو المعتمد إذ هو الموافق لثاني وجهي الجواهر المنقول عن قضية نص الأم , وتصريح الماوردي , واختيار ابن الصلاح ولثاني أوجه البحر ولثاني وجهي أدب القضاء المنقول عن تصريح الرافعي يستحق الحاج بقية الألف إذا وفى بها الثلث ; لأن ثاني وجهي أدب القضاء علل الاستحقاق بأنه وصية لشخص موصوف بأن يحج عنه فأفهم هذا تقييد استحقاقه للزيادة باتصافه بالحج عنه ، والحاج في صورة السؤال متصف بذلك فليستحق الزيادة عملا بقضية هذه العلة التي صرح بها الرافعي وإذا كانت العلة في استحقاقه اتصافه بما ذكر وهذا الاتصاف موجود في كل من تلك الصور فظهر أن المعتمد في صورة السؤال أن الحاج يستحق الزيادة مطلقا لما علمت أنها وصية له بشرط اتصافه بالحج عنه وقد وجد فيه هذا الوصف )اهـ
والله أعلم.