الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يثبتك على طريق الحق وأن يهدي والدك. ولتعلم ان طاعة الوالدين وبرهما بالمعروف إليهما آكد الفرائض وأعظم الحقوق بعد حق الله تعالى.
فقد قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {العنكبوت:8} وقال: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}
فلا بد من بر الوالد والإحسان إليه والرفق به ولين القول معه، ولكن ذلك مقيد بما ليس فيه مخالفة شرعية، فإذا أمر بمعصية فلا طاعة له في ذلك، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا طاعة لمخلوق في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. رواه مسلم.
ولذلك فإنه لا طاعة لوالدك في العمل في الأغاني أو غيرها مما يخالف الشرع، وكذلك لا طاعة له في عدم الزواج خصوصا إذا كنت لا تستطيع الصبر وتخاف الوقوع في الفتن.
وأما عدم العمل في الخارج فعليك أن تطيعه فيه، وعليك أن تطلب عملا مباحا مناسبا في الداخل قرب والديك فذلك من تمام برهما.
والذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى وبر والدك ودعوته ونصحه بالرفق واللين، لعل الله تعالى أن يهديه ويصلح حاله على يديك.
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتاوى:70059، 38738، 66069.
والله أعلم.