الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله تعالى: إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {الحجرات:10}، وقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين كالجسد الواحد، أو كالبنيان يشد بعضه بعضاً، ولذا نهى عن كل ما يفسد هذه الإخوة، أو يزعزع هذا البنيان، فنهى عن التباغض والتشاحن والتدابر والتقاطع وكل ما يسبب هذه الأمور، روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.
فهذا في حق عموم المسلمين، فما بالك بمن يجمعك به بالإضافة إلى هذه الرابطة رابطة الرحم التي أوجب الله صلتها وحرم قطعها، قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {محمد:22}.
فيجب إزالة كل ما من شأنه أن يورث التشاحن والتدابر والتقاطع بينك وبين أخيك، وذلك بتوسيط أهل الخير للإصلاح بينكما، وبالاعتذار عما بدر منك تجاه زوجة أخيك، ولا يتعين الذهاب إلى البيت للاعتذار، وإن ذهبت واحتسبت الأجر فهو خير لك، قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصِّلت:34}.
وننبه إلى أن زوجة الأخ أجنبية عن أخيه، فعليه أن يعاملها كغيرها، فلا ينظر إليها، ولا يتكلم معها إلا بمراعاة الضوابط الشرعية من الحاجة إلى ذلك وأمن الفتنة.
والله أعلم.