الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت من إحسان زوجك وبره بأمه هو الواجب عليه شرعاً، قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا {الأحقاف:15}، وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23-24}.
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة. إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة التي فيها الحض على بر الوالدين جميعاً وبر الأم خاصة.
ثم إنه ليس من حق الأم أن تجبر ولدها على بيع أرضه أو شيء من ممتلكاته أحرى إذا كان البيع بأقل من قيمتها سواء كان المشتري إخوتها أم غيرهم، كما أن من واجب زوجك صلة أخواله ولو كانوا معه على النحو الذي ذكرت.
فالحاصل إذاً أن على هذه الأم المسؤول عنها أن تعامل ابنها معاملة حسنة، وأن تجتنب الإساءة إليه بأي وجه من وجوه الإساءة، وأن تكف عما تريده من إجباره على بيع أرضه بأقل من قيمتها، وأن يكف أخواله عما هم فيه من الإساءة إليه ومحاولة ظلمه.
وعليه هو أن يعلم أن ما صدر من أمه أو أخواله لا يسقط وجوب بر الأم والإحسان إليها، ولا يسوغ هجرها وقطيعتها أو قطيعة الأخوال، وليتب إلى الله تعالى من قطيعته لها في شهر رمضان، ومن هجران أخواله، وليحذر مما يكيده له الشيطان فإن الشيطان هو عدوه الحقيقي.
والله أعلم.