الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى المسلمين المقيمين في بلاد الغرب أن يلتزموا بالشروط المرعية التي استحقوا بها الإقامة في تلك البلاد. لحديث: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود.
وأما الاحتيال والتزوير في سبيل الحصول على سكن أحسن مما هو متاح فهو غير جائز، لما ثبت من النهي عن التزوير والغش. قال الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30} .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ثلاثا، قلنا: بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته يسكت. متفق عليه.
قال الراغب: الزور: الكذب، وقال الحافظ: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زورا.
فعليكم –إذا- أن ترضوا بالانتظار أو أن تؤجروا بيتا آخر؛ فإن التزوير لا يجوز إلا لضرورة، وليست الحال التي ذكرتها ضرورة.
والله أعلم.