الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصحيح أن العامل على جمع الزكاة هو واحد من الأصناف الذين تصرف إليهم الزكاة، قال تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{التوبة:60} .... وقال ابن قدامة في المغني: مسألة; قال: (والعاملين على الزكاة وهم الجباة لها والحافظون لها) يعني العاملين على الزكاة وهم الصنف الثالث من أصناف الزكاة وهم السعاة الذين يبعثهم الإمام لأخذها من أربابها وجمعها وحفظها ونقلها ومن يعينهم ممن يسوقها ويرعاها ويحملها, وكذلك الحاسب والكاتب والكيال والوزان والعداد وكل من يحتاج إليه فيها فإنه يعطى أجرته منها; لأن ذلك من مؤنتها, فهو كعلفها...
ولكن جمعك للزكاة منذ اجتياح المخيم المذكور لا يجعلك من العاملين عليها الذين يستحقون سهما فيها، إذ شرط اعتبار الشخص من العاملين على جمع الزكاة أن يكون معينا في ذلك المنصب من حاكم البلد أو نائبه. قال السرخسي في المبسوط: والعاملين عليها, وهم الذين يستعملهم الإمام على جمع الصدقات.
وفي الموسوعة الفقهية: وعمل الجابي إنما يكون في الأموال التي ولاه الإمام جبايتها.
ولكنك ذكرت أنك في بلدك الذي عدت إليه لا تملك بيتا ولا عملا ولا سيارة ولا أي شيء... إلى آخر التفاصيل التي بينتها عن حالك، وإذا كان الأمر كذلك؛ فإنك تعتبر فقيرا أو مسكينا وكلاهما مستحق لأن تصرف إليه الزكاة؛ كما ورد في الآية الكريمة.
ثم إنك ذكرك أنك مدان بمبلغ كبير لزوجتك ولأناس آخرين، وهذا يجعلك أيضا مصرفا للزكاة؛ لقول الله تعالى في الآية التي سبقت الإشارة إليها: والغارمين.
وبناء على ما ذكر، فإن من حقك الحصول على شيء من الزكاة بوصف الفقر والمسكنة أو بوصفك غارما.
وأما وصفك عاملا على الزكاة فليس من حقك الأخذ به.
ثم إنه يشترط في كل هذا أن تكون من ساكني البلد الذي جبيت الزكاة باسمه، فأنت وكيل عن ملاك المال وهم دفعوه لك على أساس إيصاله إلى المحتاجين من أهل بلد معين، فإذا لم ينطبق عليك الوصف انطباقا تاما لم يجز لك الأخذ، فتنبه لهذا واحذر من أن يستزلك الشيطان فتأخذ ما ليس لك بحق .
والله أعلم.