الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز النظر إلى الصور الإباحية في الصور المتحركة أو غيرها. وقد دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وذلك لما فيه من إطلاق البصر فيما حرم الله، والذي يؤدي بدوره إلى الوقوع في الأفكار والخواطر الشيطانية، واستعمال الطرق المحرمة في الاستمتاع.
والواجب على من وقع في مثل هذا الأمر أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى قبل أن يفجأه الموت وهو على حالة لا يرضى عنها ربه، والتوبة تتحقق بترك الذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه .
وعليك أن تستري نفسك ولا تطلعي أحدا على ذنبك، لما في الحديث: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله . أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
وليس سترك نفسك من الرياء، بل انه عمل بالحديث الذي ذكرناه سابقا، لكنه يتعين الانتباه إلى أن الذي لا يستحي من الله ولا يعظم حدوده، وإنما يراقب الناس ويراعي البشر فإن وجد بين الناس أظهر تعظيم الحدود والحرمات والفرائض، فإن خلى بنفسه سرعان ما ينتهكها ويجعل الله أحقر الناظرين إليه، قد توعده النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ثوبان والذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
فيجب عليك أن تقلعي عن كل ذنب، وتتوبي إلى الله وتراقبيه في السر والعلن، فإن من يعظم ملاحظة الناس إليه، ويستهين بنظر الله إليه لم يكن من المتقين الأبرار.
وللمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 59157 ، 3127، 32520، 6617، 57110.
والله أعلم.