الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله على ما منَّ به عليك من التوبة والرجوع إلى الله والندم على ما كان منك من المعاصي.
وفيما يخص الأسئلة التي طرحت، فإن حفظ كتاب الله وتعلم التجويد دون الرجوع إلى أحد ليس بالأمر الهين إن لم نقل إنه مستحيل. فلا بد لمن أراد العلوم أن يتلقاها من أفواه العلماء، ولا يصح الاعتماد في ذلك على الكتب مجردة، وعلى وجه الخصوص علم القرآن والتجويد.
وقد أثر عن السلف قولهم: "لا تأخذ القرآن من مصحفي، ولا تأخذ الحديث من صحفي"، فالمصحفي هو الذي يقرأ القرآن من المصحف ولم يتتلمذ على أيدي العلماء.
والذي ننصحك به أولا هو تقوى الله تعالى، والصبر والمثابرة والعزم على تحصيل العلم، ونبذ الكسل والتهاون، ومن أهم ما يعينك على ذلك المحافظة على الفرائض، والإكثار من الاستغفار، والبعد عما حرم الله تعالى، والحذر من تضييع الوقت في الأمور التي لا فائدة منها، فالمتكاسل المضيع لوقته يخسر كل شيء، بل يخسر حياته؛ لأن الوقت هو الحياة.
واعلم أنه لا تعارض بين الدراسة النظامية وطلب العلم الشرعي، فعليك بصحبة شيخ من علماء الشريعة الأتقياء، وضع لنفسك برنامجا صارما للحفظ والمراجعة، واستعن ببعض الطلبة الجادين لتذاكر معهم، وابتعد كل البعد عن أصحاب السوء، وأخلص النية لله سبحانه وتعالى.
وأما الكتب التي يمكن أن تتعلم منها فضائل الصحابة والتابعين وقصصهم فهي كثيرة، فمنها:
كتاب: (سير أعلام النبلاء) للذهبي.
وكتاب: (مشاهير علماء الأمصار) لأبي حاتم البستي.
وكتاب: (حلية الأولياء) للحافظ أبي نعيم.