الحجاب هو المختار

11-12-2006 | إسلام ويب

السؤال:
قبل أن أبدأ في طرح تساؤلي أرجو من فضيلة الشيخ أن لا يمل من طول رسالتي لأن سؤالي تطرق إليه عديد المرات ولقد قرأت مختلف الفتاوي التي وقع التطرق إليها لكني أردت أن أشرح لكم وضعي ولكم جزيل الشكر لإجابتي وإن الله لا يضيع أجر المحسنين . أنا فتاة تونسية أبلغ من العمر 21 عاما أنهي إن شاء الله تعليمي العالي في شهر جان في 2007 وأرغب في بعث مشروع فردي ولكن بما أنكم تعلمون أنه لا توجد بنوك إسلامية في تونس لذا كل القروض بفوائد أي بالربا أعلم أنكم ستقولون الربا حرام ولذا أريد أن أشرح لكم أسبابي والظروف التي تدفعني لأخذ هذا القرض وأرجو أن تكون أسبابي تسمح لي بهذا القرض: أنا كنت متحجبة لكن وكما تعلمون الوضع بتونس لا يسمح للفتاة بالتحجب وهي تداول تعليمها أو في العمل وهذا السبب الذي يتحجج به والدي الذي أجبرني على نزع الحجاب مكرهة لذا أنا لا أرغب في مواصلة تعليمي بالمرحلة الثانية من التعليم العالي ولا العمل بمؤسسة لأنهم يمنعون الحجاب ولذلك أريد القيام بمشروع فردي أتمكن من التحجب وأنا أعمل لكن يظل موضوع الربا هو الأمر الذي يحيرني فهل هذه الأسباب تبرر لي أخذ هذا القرض الربوي أم لا ؟ كما أريد أن أعلم فضيلتكم أني لا أريد العمل بعد الزواج وسأسلم كامل المشروع لأخي الصغير لأنه لا يجيد فعل أي شيء لذا أريد أن أضمن له مستقبلا وأبعده عن التشرد والضياع علما أن وضعنا المالي متدهور ؟شكرا لاطلاعكم على رسالتي وأرجو إجابة سريعة والشكر لكم مسبقا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحجاب فريضة فرضها الله جل وعلا على المرأة المسلمة كما قال تعالى : وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ {النور: 31 } وأجمع عليه المسلمون قديما وحديثا بحيث صار الحجاب من المعلوم من الدين بالضرورة ، وبالتالي فالقانون الذي يمنع المتحجبة من التعليم في المعاهد والجامعات أو يمنعها من العمل في الوزارات والمؤسسات قانون مضاد لحكم الله تعالى الذي له الأمر والحكم، وعلى المسلمين رفض هذا القانون جملة وتفصيلا ، فما فعله والدك من إكراهك على نزع حجابك فعل محرم ولو خيرت بين التعليم في تلك المعاهد والجامعات والحجاب فالحجاب هو المختار ، ولو خيرت بين الحجاب والعمل فالحجاب هو المختار ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

وأما مسألة الاقتراض بالربا تحت المبرر المذكور في السؤال فنقول إن ما ذكر لا يبيح ارتكاب الحرام لأن الأمر لم يبلغ حد الضرورة التي تباح بسببه المحظورات والله تعالى يقول : إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119 } فحيث لا ضرورة لا رخصة في ارتكاب الحرام والربا من كبائر المحرمات .

والله أعلم .

www.islamweb.net