الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى ألا يزيغ قلب أخيك بعد أن هداه، وأن يهيئ له من أمره رشدا، ويوفقه لما يحبه ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وأما سؤالك فقد تضمن أمرين:
أولها: إهمال أخيك لأمه وعدم قيامه بواجبه تجاهها، وهنا نقول: إن العقوق من أكبر الكبائر وأشدها إثما وأكبرها ضررا على فاعله عاجلا وآجلا، ففي حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين... الحديث أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج النسائي وغيره من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى. قال الشيخ الألباني: حسن صحيح. وللمزيد تراجع الفتوى رقم: 32022.
فعليه أن يتقي الله تعالى في أمه ويحسن صحبتها، فهي أحق الناس بذلك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله السائل: أي الناس أحق بحسن صحابتي فقال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أبوك". متفق عليه
وعليه أن لا يقبل من زوجته الإساءة إلى أمه، فلا خير في زوجة تسيء إلى أم الرجل أو أبيه، وعلى زوجته أن تعلم أن خير الزوجات من أحسنت إلى أهل زوجها وجمعت بينهم؛ لأن ذلك من الإحسان إلى الزوج وهو أدعى للألفة واستمرار الزوجية. وانظري الفتوى رقم: 17008.
كما ننصحكم بالتلطف معها والتغاضي عما أمكن من هفواتها وعدم اتهامها إلا عن بينة ويقين. كما ينبغي الستر عليها إن تابت من ذنبها. وإذا لم يُجدِ إخبار الزوج بفعلها ولم ترعو هي عما تفعل من سرقات ولم تعد ما أخذته من ذهب وغيره ولا تريدون مسامحتها في ذلك، فينبغي رفع أمرها إلى الجهات المسؤولة لتأخذ الحق منها وتعيدها إلى رشدها وتأخذ على يدها؛ لتكفها عن عادتها القبيحة كما ذكر في السؤال. وإن كان الأولى والذي ننصح به هو حل تلك الأمور كلها داخل البيت وفي مجلس الأسرة، وعدم إذاعته ونشره بين الناس ما أمكن ذلك.
والأمر الثاني مما تضمنه سؤالك هو هل يمكن أن يكون أخوك مسحورا وهو يقيم الصلاة؟ والجواب نعم إذا بدت أعراض السحر عليه، وما ذكرت من تغير حاله قد يدل على ذلك. والسحر يمكن علاجه بالرقى الشرعية. وقد بينا أعراض السحر وكيفية علاجه وحقيقته في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13199، 27789، 502، 2244. ولا حرج عليك أن تقومي برقيته بنفسك أو تذهبي إلى بعض المشايخ الموثوق بهم دينا والتزاما ليقوموا بذلك.
والله أعلم.