الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن أختك من ارتداء الملابس الضيقة والملفتة، والتي ذكرت أنها تحدد تفاصيل جسمها هو من التبرج الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن صاحبته من أشد الناس عذابا يوم القيامة، والعياذ بالله. ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.
فأختك بما ذكرته عنها قد أخطأت خطأ كبيرا، وكان على والديها أن لا يقراها عليه.
ولكن تغيير ما قامت به من المنكر ينبغي أن لا يكون بالغلظة والعنف؛ فإن ذلك سيؤدي بها إلى التمادي والتمرد، وعدم الاكتراث بما تأمرها به في المستقبل. فقد قال الحكماء: إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع.
وينبغي أن لا تمل من نصحها ونصح أمها ودعوتهما، وليكن ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تكن فظا غليظ القلب، فإنه يدرك بالرفق ما لا يدرك بالشدة والعنف، وربنا سبحانه قال لموسى وهارون وهما يخاطبان فرعون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {طه:44} وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران: 159].
ونسأل الله أن يعينك وييسر لك إصلاح أهلك.
والله أعلم.