الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالبول نجس باتفاق أهل العلم رحمهم الله تعالى، ولا تصح الصلاة مع وجوده على ثوب المصلي أو بدنه أو مكان صلاته المتصل به. والطريقة المثلى لمن ابتلي بخروج قطرات من البول بعد مدة من غسل ذكره أن ينتظر قليلا ويحرك ذكره قال النووي في المجموع: والمختار أن ذلك يختلف باختلاف الناس، والقصد أن يظن أنه لم يبق بمجرى البول شيء يخاف خروجه، فمنهم من يحصل هذا بأدنى عصر، ومنهم من يحتاج إلى تكرره، ومنهم من لا يحتاج إلى شيء من هذا، وينبغي لكل أحد ألا ينتهي إلى حد الوسوسة. انتهى.
فإن تأكدت من خروجه بعد هذا كله فتحفظ واعصب الذكر بخرقة ونحوها، ثم انتظر مدة ترى أن البول لا ينزل بعدها ثم أزل الخرقة واغسل ذكرك وتوضأ، ثم صل فإن خشيت بالتأخير خروج وقت الصلاة فإن عليك أن تتطهر وتتحفظ كما سبق وتصلي ولا تخرج الصلاة عن وقتها.
وأما إعادة الصلاة فإن كنت متأكدا من نزول قطرات البول بعد الطهارة وقبل الصلاة وصليت قبل غسل الذكر والوضوء فإن عليك أن تعيد الصلوات التي صليتها وأنت بتلك الصفة.
وأما إن صليت ثم شككت هل كان قد نزل منك بول أو لا فلا يلزمك إعادة الصلاة.
ومجرد جفاف الذكر من البول لا يعد طهارة له، بل لا بد من غسله بالماء.
ونحذرك من الاسترسال في متابعة هذا الأمر الذي أنت فيه فإنه يؤدي بك إلى الوسوسة. وراجع الفتوى رقم 51601.