الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإسلام قد أمر الآباء بتربية أبنائهم تربية صحيحة بما في ذلك تربيتهم على الدين والأخلاق الفاضلة الحميدة، وإن استدعى الأمر ضربهم في بعض الأحيان، لكن بشرط أن يصل الطفل إلى سن التمييز، لأن الضرب قبل ذلك لا يفيد. والأصل في التأديب حديث أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر. ويفهم من الحديث أن الضرب لا يكون إلا لمن بلغ عشر سنين فما فوق وهو ما نص عليه صاحب مواهب الجليل بقوله: .... وأما العقوبة فبعد العشر. اهـ.
وعليه، فضربك لهذا الطفل الذي ذكرت أنه ابن سنتين ونصف غير مشروع؛ لأنه يضر به ولا ينفعه، ولأن الطفل مازال في سن لا يعقل فيها ولا يدرك أي شيء.
علما أنه لو بلغ السن التي يباح فيها ضربه فإنه ليس من الحكمة أن يربى بالضرب والقسوة والعصبية والعنف، فقد قال الحكماء من أهل التربية: إن التهذيب باللطف واللين خير من التهذيب بالشدة والقسوة.
فأنت فيما ذكرته قد خالفت أمر الله في الطريقة التي التي تعاملين بها ولدك، وخالفت زوجك أيضا.
ولا يبرر فعلك هذا أن زوجك أحيانا يضرب الطفل بعصبية حتي يترك عليه علامة في جسمه؛ فإن الخطأ لا يبرر الخطأ.
فتوبي إلى الله مما اقترفته، وليتب زوجك أيضا من ذلك، ولا تتعللي بأنك عصبية أو أنك لا تستطيعين التحكم في نفسك؛ فإن أيا من ذلك لا ينفعك عند الله.
والله أعلم.