الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نصحناك في جواب سؤالك السابق بأن لا تملي من نصح هؤلاء، وأن الهداية بيد الله، وهذا ما نؤكده لك الآن، ونضيف هنا أنك إذا فعلت ما أوجب الله عليك من النصح فلا يضرك بعد ذلك فعلهم، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ {المائدة: 105}.
وإذا أخذوا في الخوض في شيء من المحرمات فاتركي مجالستهم، ولو كانوا جدودا وعمات وخالات...
ثم ما ذكرناه من أن طاعة الجد واجبة هو صحيح، وإن أمكن الجمع بينها وبين طاعة الأبوين فذاك هو الأفضل، وإن تعذر ذلك فطاعة أي من الأبوين مقدمة على طاعة الجد.
وهذا كله حيث لم يكن في طاعة أحد من هؤلاء معصية لله، وأما إن كانت ثمت معصية فلا طاعة لأي منهم، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه السيوطي والهيتمي والألباني.
ثم اعلمي أن الله تعالى لا يكلفك إلا بما تستطيعينه، فقد قال جل من قائل: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا. { البقرة : 286}.
فهوني على نفسك واصبري واحتسبي.
والله أعلم.