الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول للأخ السائل لقد أحسنت في المحافظة على صلاتك، وينبغي أن تكثر من حمد الله تعالى على توفيقه لك لذلك، ويجب أن تحافظ على الجماعة لأن الصلاة في الجماعة فرض على الرجل المستطيع، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:5153، والتخلف عن الجماعة من صفات المنافقين إلا في حالة العذر الذي يبيح التخلف عن الجماعة وليست العزلة من ذلك، وانظر الفتوى رقم:60743.
واعلم أن من حكم مقاصد الشرع في حضور الجماعة تكثير المسلمين، وتعاهد اللقاء معهم، وتحصيل فضل الجماعة معهم، لأنه كلما كانت الجماعة أكثر كان الأجر أعظم، ولذلك يحرص الشيطان على تثبيط المسلم وإبعاده عن هذا الفضل لينفرد به، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ما من ثلاثة في بدو ولا حضر لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية. رواه أبو داود في سننه وحسنه الألباني. فعليك أن تكسر هذه العزلة وتفكها بمزاحمة الرجال على الصف الأول، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا. رواه البخاري.
والله أعلم.