الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلى هذه الفتاة أن تتعامل مع مشكلتها بصبر، وحكمة، وأن تسعى لإصلاح ما بين زوجها، وبين أهلها، وأن تطلب من الله -تعالى- العون على ذلك، وأن يؤلف بين قلوبهم على الحق، وعليها أن ترغب الجميع في صلة ما بينهما من رحم، وتحذرهم من قطيعتها، أو ما يؤدي إلى قطيعتها، ولتستعن بصالح أهلهما.
ولتخص زوجها بمزيد من النصح، والتذكير، بأن من يمنعها من زيارتهم هما والداها اللذان أوجب الله عليها برهما، وصلتهما، وقرن حقهما بحقه -سبحانه وتعالى- في آيات كثيرة من كتابه، كما قال -تعالى-: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً [النساء: 36]، وقال -تعالى-: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير [لقمان: 14].
كما حرم -سبحانه وتعالى- عقوقهما، ومن أشنع عقوقهما قطع الصلة بهما، ولتبين له أن العلماء نصوا على أنه ليس له أن يمنعها من زيارتهما، إذا كان لا يخشى منهما إفسادا لها في دينها، وخلقها.
فإذا فعلت الفتاة هذا الذي وصفناه لها، فنرجو أن تنحل مشاكلها، وتصلح أحوالها، وأحوال زوجها، وأهلها، وتستقر حياتها بإذن الله -تعالى- أما إذا أصر الزوج على منعها من زيارة والديها، فليس لها أن تخرج إلى زيارتهما، إلا بإذنه؛ لأن خروجها بغير إذنه قد يتسبب في مفاسد كثيرة، وقد يلحقها بسببه ضرر أكبر.
ثم إن لم يكن لمنع الزوج لها من زيارتهما مسوغ شرعي، فهو آثم؛ لأنه تسبب في عقوقها لهما، وقطع رحمها، أما إن كان هنالك مسوغ شرعي، كأن كانا فاسدين، ويخشى على زوجته أن يفسداها، فإن منعها من زيارتهما صوابٌ، ويجب عليها طاعته في ذلك. والله أعلم.