الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما أعطته أمك - من مال - هو من قبيل الهبة التي تلزم بقبضها ، وما دمت قد قبضتها فقد دخلت في ملكك، ويصح تصرفك فيها ما دمت بالغاً عاقلاً رشيداً. والرشد: هو إصلاح المال وصونه عما لا فائدة فيه، لقول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (فإن آنستم منهم رشداً)[النساء:6] قال: صلاحاً في أموالهم.
وما أنفقته في الخير وشراء الملابس، إن كان لا يخرج عن عادتكم وعرفكم فلا شيء في ذلك، ولا يخرج إلى حد السرف المذموم، وإن لم تجر العادة لديكم بإنفاق مثل هذا المبلغ في تلك الجهة فهو سرف ولا شك، وعليك أن لا تعود إلى ذلك مرة أخرى، وأن تستسمح أمك في ذلك.
وأما خسارتك في التجارة، فهو أمر معرض إليه كل أحد، لا سيما لمن لم يكن له سابق تجربة بها. والذي ينبغي عليك هو أن تجتهد في تحصيل هذا المبلغ قدر استطاعتك، حتى لا تتسبب في مزيد من الإزعاج لوالدتك بعلمها بخسارتك، فإن سألتك عن المال بعد توفيرك له، فلك أن تقول لها: إنه موجود، دون أن تخبرها بحقيقة ما كان. ولا شك أن من البر بها أن لا تدخل عليها شيئاً من الأحزان والهموم.
وننبه الأخ السائل الكريم إلى عدم مشروعية الاحتفال بأعياد الميلاد وقد سبق حكم ذلك برقم
1319 3930والله أعلم.