الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالعمل الصالح هو الذي تحقق فيه شرطا القبول وهما: الإخلاص والمتابعة. قال تعال: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110].
قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: إن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصاً صواباً، فالخالص: أن يكون لوجه الله، والصواب: أن يكون على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلى هذا؛ فكل عمل وافق سنة الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وابتغي به وجه الله فهو عمل صالح، وفعل الواجبات والمستحبات، وترك المنكرات والمكروهات، عمل صالح يثيب الله عليه، قال تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً [الكهف:46].
ذكر الألوسي في تفسيره عن ابن مردويه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم في رواية أخرى عنه: تفسيرها بجميع أعمال الحسنات، وفي معناه ما أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه عن قتادة أنها: كل ما أريد به وجه الله تعالى، وعن الحسن وابن عطاء أنها: النيات الصالحات .. الخ، روح المعاني (8/272).
ولا شك أن الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتلاوة القرآن والذكر، والتسبيح والتحميد، وسائر أعمال البرّ كل ذلك يندرج في الأعمال الصالحة التي ينبغي أن يحرص عليها المؤمن؛ لينال موعود الله سبحانه القائل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً [الكهف: 106-107] إلى غير ذلك من الآيات التي لا يتسع المقام لذكرها.
والله أعلم.