الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجمع المصحف، وتنقيطه، وتشكيله، لا يندرج تحت البدع والمحدثات، لأن البدعة ما لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- مع وجود المقتضي له وعدم المانع.
ولم يكن في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يقتضي نقط المصحف وشكله، لقلة من يعرف القراءة من الصحابة، واعتمادهم على الحفظ، وأمن وقوع الخلل في قراءة القرآن، فلما كثر الناس باتساع الفتوحات، ودخل في الإسلام قوم عجم، اقتضى الحال عمل ذلك، وهذا يدخل تحت المصالح المرسلة، وقد يسمى هذا بدعة حسنة من حيث اللغة، كما قال عمر -رضي الله عنه- عن التراويح: نعمت البدعة هذه.
وأما إحداث عبادة لم ترد، مع وجود المقتضي لها في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعدم المانع من فعلها، فهذا هو الابتداع.
وقد سبق الكلام على تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة، وبيان ضابط كل منهما في الفتاوى:
2741، 631، 6823.
والله أعلم.