الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما لا شك فيه أن هنالك عداوة متجذرة بين المسلمين والكافرين، لا يرتاب فيها إلا من غفل أو تغافل عما قصه الله تعالى علينا في محكم كتابه عنهم، فمن ذلك قول الله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [المائدة:82].
وقوله تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [البقرة:105].
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) [الممتحنة:1].
وصف الله تعالى الكافرين في هذه الآية بأنهم أعداء لله تعالى وأعداء للمؤمنين، وهذه العداوة لن تزول إلا إذا زال سببها، وهو اختلاف الدينين وافتراق المنهجين، ولذلك قال الله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة:120].
وعلى ذلك، فيجب على المسلم الحذر من كيد هؤلاء الأعداء ومكرهم، وليعلم أنهم يتربصون بالمسلم الدوائر دائماً، وإن أظهروا خلاف ذلك، ثم إنهم لا يرقبون في مؤمن إَّلاً ولا ذمة كما وصفهم الله بذلك، وعلى ذلك فغير مستبعد أن يكون ما تقولين من أمر هؤلاء الجيران حقاً، وليس مجرد اتهام أو شكوك.
وعلى كل، فعليك أن تحذري هؤلاء الجيران، وتحذري أهلك منهم، وتحاولي أن تطلعي أباك وأسرتك على تلك التصرفات المريبة التي يقومون بها، عسى أن يقتنعوا بما تقولين، ويأخذوا حذرهم من هؤلاء القوم قبل أن يوقعوا بهم وقيعة.
وأما العائلة العراقية التي ذكرت، فلا يجب عليكم التعارف معهم، ولا أن تسمحوا لهم بالدخول عليكم، إلا أنهم إن كانوا مسلمين طيبين مسالمين مأموني الشر، فلا حرج في التعرف عليهم، خاصة إذا كان يرجى منهم أن يكونوا عوناً لكم.
وأخيراً ننبهك إلى أنه إذا كان البلد الذي تقيمون فيه ليس من بلاد المسلمين، فإنه يجب عليكم الارتحال عنه، ومغادرته إلى بلد من بلاد المسلمين، وذلك لأن الإقامة في بلاد الكافرين ومساكنتهم فيها لا تجوز إلا لضرورة لا يمكن دفعها إلا بذلك، أو حاجة لابد منها، كالعلاج مثلاً، ونحو ذلك.
وراجعي الجواب رقم:
2469.
والله أعلم.