الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالطمأنينة من أركان الصلاة في الركوع والاعتدال منه والسجود والجلوس بين السجدتين، وأقلها سكون الأعضاء بقدر( سبحان الله).
قال النووي: والصحيح من الوجهين: أنه لا يكفي في وضع الجبهة الإمساس، بل يجب أن يتحامل على موضع سجوده بثقل رأسه وعنقه حتى تستقر جبهته، فلو سجد على قطن أو حشيش أو شيء محشو بهما وجب أن يتحامل حتى ينكبس ويظهر أثره على يد - لو فرضت تحت ذلك المحشو - فإن لم يفعل لم يجزئه.
وقال أيضا: ولو زاد في الهوي- في الركوع- ثم ارتفع والحركات متصلة ولم يلبث لم تحصل الطمأنينة.
وقال ابن حجر في التحفة (ضابطها أن تسكن وتستقر أعضاؤه). لِأَنَّهَا سُكُونٌ بَيْنَ حَرَكَتَيْنِ.
وقال الحنابلة: أقلها حصول السكون وإن قل، قال المرداوي: وهذا على الصحيح من المذهب، وقيل: هي بقدر الذكر الواجب.
وعليه، فإن استقرت جبهتك على الأرض ولو لحظة بحيث يكون هناك سكون بين حركة الهوي إلى السجود وحركة الرفع منه صح سجودك؛ وإلا فلا، وعليك إعادة الصلاة.
وأما سمك السجادة الأعلى.. فإن كان خفيفا بحيث ينكبس -كما هو في بعض السجادات- فلا بد من التحامل حتى يحصل الانكباس كما ذكره النووي، أي لا يكفي مجرد أن تمس الجبهة هذا النوع من الفراش ما دام سينكبس لو تحامل عليه؛ بل لا بد من شيء من التحامل عليه حتى يحصل شيء من الانكباس، وإلا فلا يجب.
والله أعلم.