الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كانت معركة (بلاط الشهداء) معركة فاصلة في تاريخ المسلمين، وقد اعتبرها بعض المؤرخين الأوروبيين نكبة على أوروبا حيث كان يتمنى تقدم المسلمين، ومن هؤلاء المؤرخين (جوستاف بولتون) في كتاب له أسماه (حضارة العرب) وقد ترجمه إلى العربية (عادل زعيتر) قال بولتون في هذا الكتاب: لو أن العرب استولوا على فرنسا إذن لصارت باريس مثل قرطبة في إسبانيا، مركزاً للحضارة والعلم، حيث كان رجل الشارع فيها يكتب ويقرأ بل ويقرض الشعر أحياناً، في الوقت الذي كان فيه ملوك أوروبا لا يعرفون كتابة أسمائهم. انتهى.
وقد كانت هنالك عدة عوامل حالت بين المسلمين ومواصلة الفتح، فقد تفرقت كلمة المسلمين، وكثرت المنازعات، وشغلت الأندلس بالفتن والثورات، وهذا في الوقت الذي توحدت فيه قوة النصارى، وبدأوا ما يسمى بحركة الاسترداد، فتمكنوا من القضاء على الإمارة الإسلامية في الأندلس.
وأما عودة الفتح الإسلامي فأمر كائن بإذن الله تعالى، فقد وردت البشائر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن المستقبل للإسلام، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 39642.
والواجب على المسلمين تحصيل عوامل النصر، من العودة إلى الدين والعمل بطاعة رب العالمين، وإعداد القوة المادية. وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 32949.
والله أعلم.