السعي في الإصلاح بين الناس

13-3-2007 | إسلام ويب

السؤال:
إخواني الأعزاء أعرض بين أيديكم مشلكة ليست لي بل لأحد أقربائي حيث إن لي قريبا أنعم الله عليه من نعمه وله تجارة وأبناء وقد كان على أتم حال ولله الحمد وبحكم التجارة تواجد بالقرب من قريبي عمالة من مختلف البلدان، ولكن كان أقرب هذه العمالة شخصا يمنيا عاش مع قريبي وأبنائه من العمر ما يتجاوز العشرين سنة أو أكثر وقد كانوا في أصلح حال، ألا أنه جاء وقت وحصل نوع من الخلاف بين ابن قريبي وهذا العامل اليمني، وكانت هذه النقطة وهذا الخلاف سببا لقطع العلاقة بين قريبي وابنه حيث إن قريبي أصبح يفضل هذا العامل بلا مناقشة على ابنه ويضع اللوم والعتاب على ابنه مهما كان الأمر وقد كانت هناك محاولات كثيرة لإرجاع العلاقة فيما بين قريبي وابنه إلا أن الصدود من كلا الطرفين هي ما نتج عن هذه المحاولات، القريبون من مركز العمل يرون أن هذا العامل اليمني يرتكب أخطاء ويرميها على الابن وهو موقن بأنه مصدق من قبل قريبي وكأن قريبي خاتم بين أصبعيه يسيره فيما يشاء، وبسبب هذ الأمر أصبح الابن يعيش في عزلة ويعاني أحيانا من أمراض غير معروفة مع نفور من الأب، أقربائي يشكون في أن هذا العامل قد عمل عملا لذلك القريب وابنه ولكن دون تأكيد، فأرجو من سعادتكم نصحي وإرشادي فيما لو كانت هناك طريقة لتقريب الأنفس بين الأب وابنه، وإن كان هناك عمل، فكيف يمكن التأكد من ذلك وما العمل حينها؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الاتهام بالسحر معصية عظيمة، ونحن ليس عندنا وسيلة لمعرفة كون الشخص مسحوراً، ولا وسيلة معينة للتقريب بين الأنفس، ولكنا ننصحكم بالسعي في الإصلاح بين الناس عملاً بقول الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ {الحجرات:10}، وبقوله: فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ {الأنفال:1}، وقال تعالى: لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:114}، وننصحكم كذلك بحض الأب وابنه على الأعمال الصالحة فهي تحبب الناس، كما أن المعاصي سبب لوقوع العداء بينهم، ثم إنا ننبهكم إلى أنه تشرع رقية المسلم وتحصينه من جميع أنواع الشر سواء كان مصاباً أم لا، كما قال النووي.

كما ننبه إلى تأكيد بر الوالدين والبعد عما يسخطهما، والحرص على رضاهما ففي رضاهما رضى الله، وفي إسخاطهما سخط الله، فعلى الابن أن يبذل أقصى الجهد في إرضاء أبيه. وراجع للمزيد في الموضوع والفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 76411، 65741، 36998، 75774، 73279.

والله أعلم.

www.islamweb.net