الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 69389 بعض الحكم مما يصيب العبد من المصائب فنرجو الاطلاع عليها.
ثم إن الحياة كلها ابتلاء بالنسبة للإنسان بخيرها وشرها، كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35} وقوله: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام:165} والمصائب والمشاكل من جملة ما يعرض للإنسان في هذه الدنيا إما ابتلاء لصبره ورضاه بمقدور ربه أو رفعه لدرجات، وإما عقاب وتنبيه له. وحقيقة العلم في ذلك والحكمة منه وهل هو ابتلاء أو عقاب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. والواجب على العبد هو أن يتوب إلى الله تعالى ويصبر لقضاء الله وقدره، ويعتبر بما يحصل له. وقد فصلنا أنواع الابتلاءات وما يعرض للمرء من ذلك في هاتين الفتويين:44891، 64586.
والله أعلم.