الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما قولك: "من أرد الله به خيرا سلط الله عليه من يظلمه"، فلم نقف على من نسبه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإنما المعروف أنه كلام منسوب إلى فضيل بن عياض ولفظه هو: إذا أراد الله عز وجل أن يحب العبد سلط عليه من يظلمه.
ثم اعلم أن الله تعالى لم يجعل الظلم حلالا، حاشاه سبحانه وتعالى، فقد قال تعالى: وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ {فصلت: 46}، وقال: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً{الكهف: 49}. وقال في الحديث القدسي الذي أوردت أنت جزءا منه: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. رواه مسلم.
ثم حاشى لله أن يوصف بالتقصير في حق عباده، وإنما يبتلي خلقا منهم لحكم كثيرة يعلمها هو جلت قدرته. وكنا قد بينا طرفا منها، ولك أن تراجع فيها فتوانا رقم: 13270.
واعلم أنه ليس من شأن المؤمن أن يعترض على الله تعالى في شيء من أفعاله؛ لأن الله هو العلي الخبير، وهو المالك لجميع من في الكون، وهو المدبر له، وهو الأدرى بمصالحه...، فأبعد نفسك عن هذه الفلسفات والسفسطات، فإنها لا تفيد شيئا.
والله أعلم.