الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأرض خلقت أولاً قبل السماء- كما قال أهل العلم- ثم خلقت السماء بعد ذلك، ثم دحيت الأرض بعد ذلك وأخرج ما فيها من الماء والمرعى؛ كما جاء في قول الله تعالى: وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا {النَّازعات:30-31} قال ابن كثير في التفسير: إن الله ابتدأ بخلق الأرض أولاً، ثم خلق السموات سبعاً، وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك، وقد صرح المفسرون بذلك.
وقال أيضا عند تفسير هذه الآية : وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ. ففي هذه الآية أن دحي الأرض كان بعد خلق السماء ، فأما خلق الأرض فقبل خلق السماء بالنص.
وأما خلق الملائكة فكان قبل خلق السماوات والأرض والجن. فقد دلت على ذلك بعض الآثار، وأنهم خلقوا بعد خلق العرش، ففي كتاب العلو للذهبي قال:عن بعض المشيخة قال: أول ما خلق الله عرشه على الماء، وخلق الملائكة فقالوا: ربنا لم خلقتنا؟ قال: لحمل عرشي، قالوا: ومن يقوى على ذلك؟ قال: فقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فيحملكم.
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتويين:19224، 26672.
والله أعلم.