الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنرجو الله أن يصلحنا وإياكم جميعاً، وأن يمن عليكم بتوبة أبيكم من هذه الآثام العظيمة، التي لا يقبل مثلها من الفتيان الأصحاء المتربين في بلدان الكفر، فأحرى من كان متربياً في بلد مسلم، وهو في العمر والحال اللذين صار إليهما أبوكم.
والذي ننصحك به في هذا الأمر هو التوجه إلى الله بصدق نية وإخلاص والمثابرة على الدعاء لأبيك آناء الليل وآناء النهار، أنت وإخوتك وكل من لمست فيه الخير، فإن الله وحده هو القادر على إرجاع أبيكم وإصلاحه.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك.. فإنه لا يجوز لك أن ترافق أباك في سفره هذا، ولو أصر عليه إصراراً، ولا يجوز لك أن تعينه عليه أي نوع من الإعانة طالما أنك على يقين من قصده ونيته، وإذا استطعت منعه منه بأية وسيلة تستطيعها (عن طريق السلطات أو غيرها) فإن ذلك واجب عليك.
وإذا يئست من إثنائه عن هذا السفر، ولم تجد وسيلة لمنعه منه، فالواجب حينئذ تركه وعدم مرافقته ولو كان في ذلك موته، لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وغيره وصححه الألباني. ولا شك أن السفر للغرض الذي ذكرت يعتبر معصية.
والله أعلم.