الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن ما ذكرته من عدم قبول زوجتك لأهلك، ومن الكذب وسوء الخلق بحيث جعلتك لم تعد تحتمل دخول المنزل... وقولك إنها في المدة الأخيرة طردت أمك وابنة أختك من منزلك لتلجأ للانفصال عنك تلك المسافة البعيدة... هي -في الحقيقة- أخطاء كبيرة من زوجتك، وما كان ينبغي لك أن تقبل منها كل هذه التصرفات، لما أوصى الله تعالى به من بر الوالدين والإحسان إليهما، ولما للأم من الحقوق على الابن.
وعلى أية حال، فإن الطلاق -مع أنه ليس ممدوحا في الشرع، وليس مما تجب فيه طاعة الأم- إلا أنه إذا تعين طريقاً لحل المشاكل فإنه مسموح به شرحاً، ولا يحتاج إلى شيء من هذه التبريرات التي تريد أنت تبريره بها، وهنا لا نريد أن نحثك على طلاق زوجتك، وإنما ندعوك إلى محاولة إصلاحها أولا، وإعادة العلاقة بينها وبين أهلك، ومحاولة رأب الصدع بكل ما تستطيعه، وإن وجدت استحالة تراجع زوجتك عما هي عليه من الحال، ولم تستطع الجمع بين البقاء معها وبين القيام بواجبات أمك من الصلة والبر والإحسان، فإن طلاقها -حينئذ- يكون حلا عادلا، ولا تحتاج فيه إلى التحايل لجعلها هي التي تطلبه.
وفيما يخص منعك إياها من فتح الصيدلية، فإن كانت قد اشترطت عليك حين العقد أنها لا تترك عملها، فليس من حقك أن تمنعها من ذلك، مع ملاحظة أنه لا يباح لها العمل إلا أن لا يكون فيه نهي شرعي، كالاختلاط بالرجال والخلوة معهم ونحو ذلك، وإن لم تكن اشترطت عليك هذا الشرط فمن حقك أن تمنعها من العمل ولو لم يكن فيه محذور شرعي، وراجع في بر الوالدين الفتوى رقم: 94216.
والله أعلم.