الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن بر الوالدين من أعظم الواجبات وآكدها، وخاصة الأم. وما ذكرت من المحافظة على بر أمك هو خير عظيم تشكر عليه وتؤجر عند الله تعالى. والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو المحافظة على بر والديك، وصلة رحمك، والترفع والتغاضي عن ما تقوم به أختك، ولا ينبغي أن يحملك ذلك على مقاطعتها أو الرد عليها بمثل فعلها... ففي صحيح مسلم قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل (الرماد الحار)، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. وروى البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعوني، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم؟ قال: لا، إذاً تتركون جميعاً، ولكن خذ بالفضل وصلهم، فإنه لن يزال معك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك. رواه أحمد. وبإمكانك أن توجه إليها بعض الأقارب الذين تثق بهم لنصيحتها بالكف عما تقوم به.
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 54202 . نسأل الله تعالى أن يصلح الجميع.
والله أعلم.