الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن طبيعة الغيرة عند النساء تدفع الكثيرات منهن إلى عدم الرضا بأن يكون لها في زوجها شريك، فتريد أن يكون زوجها سلماً لها، فإذا أراد الزوج أن يتزوج بأخرى وعلم من شدة غيرة زوجته ما يدفعها إلى طلب الطلاق وتفرق شمل الأسرة وضياع الأولاد، ولم يكن في حاجة شديدة إلى الزواج بثانية فإننا لا ننصح ببناء أسرة جديدة في مقابل هدم أسرة قائمة، خصوصاً أن الأسرة القائمة فيها أولاد.
وأما إن علم أنها تغضب ثم ترضى كما هو حال أكثر النساء، ووجد في نفسه الحاجة إلى النكاح والقدرة على العدل بين الزوجات فلا مانع في هذه الحالة من الزواج، وينبغي أن يُعلم الزوج زوجته بأن هذا أمر أباحه الله تعالى له، وأنه لن يظلمها بزواجه من ثانية، وأنه سيرعى حقها، ويؤدي واجباته تجاهها، نسأل الله تعالى أن يحفظ أسر المسلمين من التشتت والتمزق.
والله أعلم.