الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله تعالى في سجود السهو عند ترك تكبيرات الانتقال أو قول: ربنا ولك الحمد بعد الرفع من الركوع، فمنهم من يرى أنه يسجد له وجوباً كالحنابلة -رحمهم الله تعالى- لأنه عندهم واجب، والسجود للواجب واجب، قال ابن قدامة رحمه الله تعالى: المشهور عند أحمد أن تكبير الخفض والرفع، وتسبيح الركوع والسجود، وقول: سمع الله لمن حمده، وربنا ولك الحمد، وقول: رب اغفر لي -بين السجدتين- والتشهد الأول واجب وهو قول إسحاق وداود.
ومنهم من يرى أنه لا يسجد له؛ بل لو سجد له مع العلم أنه لا يسجد له بطلت الصلاة كالشافعية رحمهم الله تعالى لأنه من السنن التي لا يشرع لها السجود عندهم.
والذي نختاره أنه يشرع سجود السهو لترك هذا الذكر، وعليه.. فسجودك له بعد السلام عن قرب صحيح ولا يبطل صلاتك ولله الحمد، والصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا يشرع التشهد بعد سجود السهو.
والله أعلم.