الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشرطك عليه أن يعيدك إلى أهلك كل سنة مرتين شرط صحيح ويندب الوفاء به لدى الجمهور ويجب عند الحنابلة، ولا ينتهي أمده بانتقاله إلى بلد آخر أو عودته إلى بلدك الأصلي ثم سفره عنه أخرى ما لم يكن ذلك من الشرط أو يقتضيه، وانظري تفصيل الشروط في النكاح وما يجب الوفاء به منها وما لا يجب في الفتوى رقم: 59904.
وبناء عليه؛ فلك المطالبة بما اشترطت على زوجك، ووفاؤه لك بما اشترطت أقل درجاته الاستحباب، ونحن ننصحه بالأحوط له والأبرأ لذمته بأن يطيب خاطرك بزيارة أهلك سيما وأنه لا ضرر عليه في ذلك -كما ذكرت- ولو مرة كل سنة، وننصحك أنت ألا تثقلي كاهله بتكرار الزيارة متى ما رأيت ذلك يشق عليه، فتعاونا وتناصحا، واعلما أن الحياة الزوجية مبناها على الألفة والمودة والتفاهم، فليتجاوز بعضكما لبعض عن هفواته ويتغاضى له عما يمكن التغاضي عنه من حقوقه، وما لا يمكن ينصحه ويذكره دون سب أو إهانة أو غيرها وبذلك تسود المحبة والألفة أرجاء بيتكما، وللفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 2589، والفتوى رقم: 49841.
وأما أن يجلب إليك أهلك فلا يجب عليه ذلك ولا يلزمه مطلقاً، ولكن إذا كان في استطاعته ومقدوره ولا ضرر عليه فيه فينبغي له فعله تطييباً لخاطرك لأن إكرام أهل الزوجة إكرام لها هي، واحذري أن تأخذي منه ما لا يجب عليه تحت سلطان الحياء، فإنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه.
نسأل الله أن يفرج كربتكم وأن يحرر وطنكم من براثين المغتصبين ومخالب المعتدين، ويفك أسر المأسورين، ويمن بعودة المبعدين، ويحفظ بيضة وحمى الإسلام والدين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأما إساءة الزوج وهل تبيح للمرأة حق الامتناع عن فراشه إذا دعاها إليه فانظري في ذلك الفتوى رقم: 9572، والفتوى رقم: 51934.
والله أعلم.