الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تعليم الشرع للصبيان مسؤولية شرعية، وهي آكد ما يتعين الاهتمام به في رياض الأطفال، فيتعين احتساب الأجر في بذل ما يمكن من الطاقات في تعليمه للنائشة الصغار عملا بما حض عليه الشرع من الدلالة على الخير والدعوة إلى الحق ونصح المسلمين.
فقد ذكر النفراوي في شرح الرسالة: أنه إذا تمكن دين الإسلام وأحكام الشرائع في قلوب الصبيان ثبت بعد بلوغهم لأن جميع ما يطرق القلوب زمن خلوها من شواغل الدنيا وهمومها يثبت فيها لأن الأصل استمرار ما ثبت، ويصير بعد البلوغ سهلا خفيفا. اهـ
وقال ابن أبي زيد في الرسالة: واعلم أن خير القلوب أوعاها للخير، وأرجى القلوب للخير ما لم يسبق الشر إليه، وأولى ما عني به الناصحون ورغب في أجره الراغبون إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين ليرسخ فيها، وتنبيههم على معالم الديانات وحدود الشريعة ليراضوا عليها وما عليهم أن تعتقده من الدين قلوبهم وتعمل به جوارحهم.. اهـ
وأما تعليم الديانة الباطلة فهو من نشر الباطل المحرم، ولا يجوز للمسلم عمله مهما كان الهدف من ذلك لأنه يعد من الدعوة للضلال.
ولو أنه أمسك أولياء الأمور المسيحيون بنيهم فلا يهمك ذلك؛ بل إنك بطاعتك لله وترك ما يخالف أمره سيعوضك الله خيرا مما يفوتك. ففي الحديث: إنك لن تدع شيئا لله إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه أحمد وصححه الألباني والأرناؤوط.
والله أعلم.