الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المشهور في عزير أنه لم يكن نبيا، وإنما هو حبر كبير من أحبار اليهود، وقد استطاع بحفظه أن يعيد شريعة التوراة ، وكان اليهود يعظمونه إلى حدِّ أن ادعى عامتهم أنه ابن الله ، وحكى الطبري وغيره أن بني إسرائيل أصابتهم فتن وبلاء، وأذهب الله عنهم التوراة في ذلك ونسوها، وكان علماؤهم قد دفنوها أول ما أحسوا بذلك البلاء ، فلما طالت المدة فقدت التوراة جملة، فحفَّظها الله عزيراً كرامة منه له ، فقال لبني إسرائيل: إن الله قد حفَّظني التوراة، فجعلوا يدرسونها من عنده، ثم إن التوراة المدفونة وجدت فإذا هي مساوية لما كان عزير يدرِّس، فضلوا، وقالوا: إن هذا لم يتهيأ إلا وهو ابن الله .
والحاصل أننا لم نجد دليلا يثبت أن عزيراً نبي ، وخلاصة ما قاله أصحاب كتب التفسير المعتمدة ترجح أنه حبر من أحبار اليهود وعلمائها فقط. وعليه فلا ينبغي إطلاق النبوة عليه لعدم وجود نص صريح ثابت يدل على ذلك.
والله أعلم .