الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الخلاف في مسألة وجوب ستر الوجه واليدين خلاف مشهور بين أهل العلم؛ إلا أنهم يكادون يتفقون على وجوب ستر وجه من تخشى بها الفتنة، ثم إن أهل العلم ذكروا أن الزوجة يجب عليها طاعة زوجها في المباح، وإذا وجب في المباح فهو فيما قيل بوجوبه أولى، فقد نصوا على أن المسائل الخلافية تجب طاعة من تجب طاعته من والد وزوج إذا أمر بأحد الوجهين فيها ولم يكن أمره موجباً للوقوع فيما ترجح تحريمه.
واعلم أن الغيرة على الزوجة التي تخشى بها الفتنة أمر محمود، ولكن أهم ما يساعد على تحقيق المطلوب هو تربية الإيمان في قلبها حتى يكون عندها وازع من مراقبة الله وخشيته، ولا يكون ذلك إلا بتعليمها وتحديثها عن وعد الله ووعيده، واحرص على عدم الإذن للأجانب بالدخول عليها، وأما العائلة فينبغي إعلامهم بالحكم الشرعي مع بيان أهمية الفضيلة والعفة، وبيان مخاطر التبرج والاختلاط، ومحاولة إقناعهم بالحوار، ويمكن أن تطلعهم على بعض النشرات والأشرطة المتعلقة بالأمر، كما يحسن اصطحاب الرجال إلى بعض العلماء الذين يوثق بعلمهم ثم بطرح السؤال عليه ليسمعوا منه الفتوى في الأمر، وراجع للبسط فيما ذكرنا الفتاوى ذات الأرقام التالية: 41016، 27921، 63625، 50794، 59641، 4470، 1225، 65099، 62866، 41704.
والله أعلم.