الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ورد عن بعض علماء الحديث من أنه أوصى بحرق كتبه بعد موته يمكن حمله على محمل حسن؛ كالخوف من أن تكون النية قد دخلها شيء عند تصنيف تلك الكتب ونحو ذلك.
جاء في كتاب الثقات لابن حبان عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى: أنه كان قد أوصى إلى عمار بن سيف -وكان ابن أخته- بكتبه ليمحوها ويدفنها. اهـ
وهذا لا يعني أن الأحاديث النبوية قد تضيع بهذا الصنيع، فالله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ دينه وشريعته، وهذه الأحاديث التي رواها سفيان الثوري منثورة في كتب السنة ودواوينها، تناقلها عنه تلاميذه ونقلوها إلى من بعدهم، ثم إن الغالب على الظن هو أن سفيان وأمثاله من العلماء كانوا يكثرون الكتابة ثم يتفرغون بعد ذلك لنخل وتنقيح ما كتبوه، فخشي سفيان أن يأخذ الناس كل ما هو مكتوب بما فيه ما لم ينقح وينسبونه إليه على أنه نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم.