الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن سب الناس والحلف على الكذب من الخصال المذمومة شرعاً التي لا يليق بمن يحافظ على الصلاة أن يمارسها ، ولا أن تكون خلقاً له ، فإن الصلاة المؤداة على وجه كامل يجب أن تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر ، كما قال الله تعالى: ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) [العنكبوت 45]
ثم ليعلم المصلي أن سب الناس أمره عظيم وخطره كبير ، فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ،وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار."
وكذلك الحلف على الكذب فهو اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ، ولذلك لا كفارة لها عند جماهير العلماء لأنها من الكبائر. كما ثبت ذلك في حديث الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فعدها منها ، والحديث أخرجه البخاري.
فهي إذاً أعظم من أن تكفرها كفارة يمين.
أما مقاطعة من يسب الناس ويشتمهم فهي مطلوبة شرعاً ، وخاصة إذا كانت ستردع الساب والشاتم عن فعله ذلك ، ويجب على من سب أمامه مسلم أو شتم أن يرد عن عرض ذلك المسلم ، وينصح الساب ويحذره من ذلك وينهاه عنه ، فإن لم ينته وجب عليه أن يفارق ذلك المجلس لئلا يسمع ذلك السب والشتم ، فيكون مشاركاً في الإثم. والله أعلم.