لا خير فيمن يريد أن يفرق بين الشخص وبين أهله

25-6-2007 | إسلام ويب

السؤال:
أعمل بدولة الإمارات العربية المتحدة، الموضوع هو أنني مقبل على الزواج من بنت خالتي في الصيف المقبل لكن المشكلة أن أمي تريد أن أعيش معها في شقة لوحدي فى نفس البيت المقيمة فيه، ولكن زوج خالتي يريد أن أسكن فى أي منطقة بعيده عن بيت أمي تجنبا للمشاكل فقط، فماذا أفعل، علما بأن أبي منفصل عن أمي منذ صغري وأعيش مع زوج أمي وإخوتي منذ الصغر، وزوج أمي يعمل فى الأمارات، ولكن يريد أن يستقيل من العمل بسبب الإجهاد ويريد أن يطلق أمي، وأمي موافقة على ذلك لأن الحياة بينهم أصبحت مستحيلة بسبب خلافات دائمة سابقة، وأبي لا أعلم عنه شيئا إلا أنه كل اتصالاته لي يريد مني مالا فقط ولا يسأل عني, والآن أريد أن أعرض عن هذا الزواج لكي أعول أمي وإخوتي وأيضا بسبب الخلاف الموجود بين أمي وزوج خالتي بسبب الشقة، فماذا أفعل بالله عليكم، فهل أعرض عن هذا الزواج؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ينبغي لك تأجيل الزواج ولا الإعراض عنه لما ذكرت ما دمت قادراً عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. وقد بينا في الفتوى رقم: 16681 أن النكاح تعتريه أحكام الشرع الخمسة.. فقد يكون واجباً أو مندوباً أو محرماً أو مكروهاً أو مباحاً، وذلك بحسب حال الشخص، كما بينا في الفتوى رقم: 66879 حكم من لا يجد مؤونة النكاح.

وأما إذا كانت أمك فقيرة ولا عائل لها غيرك وأنت لا تستطيع الجمع بين الزواج والنفقة عليها فالنفقة عليها أولى إذا كنت لا تخشى على نفسك العنت والوقوع في الحرام، وانظر الفتوى رقم: 32112.

وأما شرط ولي أمر خطيبتك وطلبه لإسكان ابنته بعيداً عن أمك فليس له ذلك، ولا ينبغي أن تستجيب له لحاجة أمك إليك وإلى رعايتك وتعاهدك، واسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاءه رجل فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه.

فأمك هي أولى الناس بحسن صحبتك ورعايتك وتعاهدك فلا تدع ذلك لأجل زوجة أو غيرها، لكن إن كانت المرأة ذات دين وخلق، فينبغي أن تحرص عليها وتحاول إقناع أبيها بعدم الضرر عليها في سكناها قريبة من أمك، وأنك ستوفر لها السكن اللائق بها والمعاملة الحسنة المأمور بها لها، وهكذا فإن استجاب فبها ونعمت وإلا فدعها لأن من يريد أن يفرق بينك وبين أمك لا خير فيه، والنساء غيرها كثير، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وقد ورد في الفتوى رقم: 80076 حالة شبيهة بحالتك فانظرها.

والله أعلم.

www.islamweb.net