خلاصة الفتوى:
الغيبة محرمة باتفاق المسلمين وهي كبيرة من كبائر الذنوب سواء كانت في حق الأقربين أو غيرهم، إلا أنها ليست من المفطرات لكنها تنقص أجر الصائم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الغيبة كما عرفها العلماء وكما جاء في الحديث هي أن يذكر المسلم أخاه المسلم بما يكره وهو فيه، فإن لم يكن ما ذكر فيه فذلك البهتان، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.
والغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وعدها كثير من العلماء من الكبائر، وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتاً، فقال: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}، وسواء كان من اغتيب قريباً في النسب أم لا، ومع أنها من كبائر الذنوب إلا أنها ليست من مفسدات الصوم، أي أن من اغتاب شخصاً وهو صائم لا يعتبر ذلك مفطراً له، لكنها تنقص أجره، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 37376.
والله أعلم.