خلاصة الفتوى: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على صورته المعروفة في السنة والسيرة دليل خير وبشرى لصاحبها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك على محبة النبي صلى الله عليه وسلم ورؤيته في المنام وحرصك على أداء الفرائض الدينية.. ففي الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي. وفي رواية: فقد رأى الحق. وفي رواية: ومن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. وهذا لفظ البخاري.
ولذلك فإن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم على صورته المعروفة في السنة والسيرة لا شك أنها بشرى لصاحبها كما قال أهل العلم. وسبق بيان ذلك بتفصيل أكثر في الفتوى: 73001، وما أحيل عليه فيها.
وبخصوص تحريم جسد صاحبها على النار فإننا لم نقف له على دليل يثبته أو ينفيه.
وأما وعده صلى الله عليه وسلم لك بالجنة فإنه يُستبشر به، وينبغي لك أن تجتهدي في الأعمال الصالحة حتى تتحقق لك هذه البشارة إن شاء الله، وأما باقي الرؤى فبإمكانك أن تسألي عنها أهل الاختصاص في تعبير الرؤيا.
ولتعلمي- أختي الكريمة- أن الحجاب فرض من الله تعالى على كل مسلمة بالغة؛ كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ {الأحزاب: 59}
وسبق بيان حكم العمل الذي يلزم المسلمة بخلع حجابها وأنه لا يجوز، وذلك في الفتوى: 69889، ولذلك فإن عليك أن تتركي هذا العمل، فإذا كنت لا تستطيعين ترك العمل بالكلية فإن عليك أن تبحثي لك عن عمل آخر يسمح صاحبه بارتداء الحجاب.
وإذا كنت مضطرة له ولم تجدي بديلا عنه فلك أن تعملي فيه بقدر الحاجة وللضرورة فقط، مع وجوب البحث والتحري عن عمل آخر؛ لأن هذا من باب الضرورات التي تبيح المحظورات، والله تعالى يقول: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {البقرة: 173} ويقول تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}.. الآية.
والله أعلم.