خلاصة الفتوى:
هذه الظواهر التي يسمونها طبيعية هي ابتلاء وامتحان من الله للعباد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كل ما يجري في هذا الكون من أحداث... هو بقدر الله تعالى وقضائه ولحكمة أرادها -سبحانه وتعالى- فمن هذه الحكم أن الله تعالى يبتلي عباده بالنقمة حتى يصبروا فيؤجروا، كما أنه يبتليهم بالنعمة ليشكروا، كما قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}، كما أن منها ما يكون للعظة والتذكير بقدرة الله عند غفلة الناس، وكذلك منها أن يكون ذلك إنذاراً وتنبيهاً وتحذيراً من التمادي في المعاصي، أو عقوبة لهم على ما اقترفوا من السيئات، كما قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، وقال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم:41}، وما يصيب المؤمن المستقيم من ذلك هو لتمحيص ذنوبه ورفع درجاته..
وعلى هذا.. فما يصيب الناس من الفيضانات أو غير ذلك مما أشرت إليه ليس شرا محضاً، ولكنه ينطوي على خير كثير في العاجل والآجل، وتأثر البيئة بالفيضانات أو الاحتباس الحراري لا يخرج عما ذكرنا.
واعلم أن المخالفات الشرعية هي أيضاً تؤثر في البيئة كما دلت عليه الآية التي ذكرناها أخيراً، وهذه المخالفات قد تكون في العقائد أو في العبادات أو الأخلاق أو المعاملات، والخطر الأكبر ألا ينتبه الناس لهذه الظواهر والفتن ولا يتعظوا بها ويتوبوا إلى الله ويعودوا إليه.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 41620، 846، 76268.
والله أعلم.