كتمان الشخص أموره لإنجاحها ليس من الخيانة

11-9-2007 | إسلام ويب

السؤال:
ولله الحمد أعمل فى وظيفة مرموقة ومتفوق فى أدائي ولي مدير ليس على قدر كاف من الكفاءة لكنه التحق بالعمل لمعرفتة الوثيقة بمدير الدولة كلها، ذاع صيتى أكثر منه ولقد كنت دائما أحاول أن أظهر كفاءتي أمام المديرين وأصحاب العمل لاعتقادي أني مهما أظهرت فلن يمسه سوء بسبب علاقاته وبذلك لن يضره أن أكون أنا الأفضل ولكن حدث العكس وأصبح فى موقف لا يحسد عليه أمام قريبه وأمام الناس حتى أن الإدارة عرضت علي أن أترقى إلى منصب أعلى منه لكنه لم يعلم هذا، الآن حدث بيننا خلاف نتيجة للكلام الذي سمعه وأشعر بالغدر منه فى أي وقت حيث أعتقد أنه يريد استبدالي أو تسريحي وجاءت إلي معلومات بأنه بدأ فى إرسال الرسائل ضدي وهكذا.. في الوقت والحين بدأت في الانسحاب خطوة خطوة حتى أترك له المجال لإظهار نفسه، لكنى أريد أن أترقى فى عملي وأريد العلو وأعتقد أن هذا من حقي، سؤالي هو: هل يوجد علي ذنب في عدم إخباره أنهم يريدون ترقيتي فوقه، وهل هذا يعتبر خيانة، هل علي ذنب فى إظهار كفاءتي مع العلم أن هذا سوف يجعل موقفة سيئا، أليس من حقي عندما أعمل بكد أن أحصل على التقدير والاحترام، كيف أتعامل مع المجموعة التي تريد إيذائي الآن وهم يتكاثرون يوما بعد يوم؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعن سؤالك الأول فإننا لا نرى أن عليك ذنباً في عدم إخبار المدير بأن إدارتكم تريد ترقيتك إلى رتبة فوق رتبته، ولا أن ذلك يعتبر خيانة، لأن من حق كل امرئ أن يكتم أموره استعانة على قضائها، فقد ورد في الخبر أن كتمان الأمور معين على قضاء الحوائج، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني.

وحول سؤالك الثاني فإنه لا يجوز السعي في إلحاق الضرر بأي شخص، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. ومع ذلك فإن إظهار كفاءتك إذا كنت تعني به إتقان عملك فإن ذلك هو المطلوب منك شرعاً. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. أخرجه أبو يعلى والطبراني. ثم إن من أتقن عمله وأخلص فيه كان قمينا بالتقدير والاحترام من الجهات التي يعمل عندها، وليس عليه لوم في ذلك.

وأما عن سؤالك الأخير فإن الشرع الحنيف يوصي بالعفو والإصلاح ويثيب على ذلك مع أنه يجيز للمظلوم أن ينتقم ممن ظلمه بشرط أن لا يتجاوز قدر مظلمته، قال الله تعالى: وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى  {البقرة:237}، وقال تعالى: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ* وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ  {الشورى:40-41-42-43}.

 وعليه، فننصحك بالعفو عنهم فيما مضى من سعيهم في إيذائك، ولن تزال معاناً من الله تعالى إن فعلت ذلك ابتغاء وجهه، وأما في المستقبل فاتق أذاهم وادفعه عنك بما ليس فيه ظلم لهم ولا تجن عليهم، وأن تتقي الله في ذلك.

والله أعلم.

www.islamweb.net