خلاصة الفتوى: الإيمان بالقدر واجب، وأفعال الله كلها خير، وما كان منها شرا بالنسبة للعبد قد تكون فيه حكم تخفى على الناس، ويشرع علاج ذلك والسعي في صرفه بالدعاء والوسائل المشروعة.
فإن الإيمان بالقدر خيره وشره واجب شرعي، وهو من أركان الإيمان كما في حديث مسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: كل شيء بقدر. كما في حديث مسلم أيضا.
وأفعال الله تعالى كلها خير كما يدل له حديث مسلم: والخير كله بيديك والشر ليس إليك.
والمسلم الشاكر الصابر على خير دائما كما في الحديث: عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له! وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم
وقد يكون في بعض المقدورات شر بالنسبة لبعض العباد كفقر أو مرض بعضهم، ولكن فيه خيرا للعبد أو غيره قد يخفى على بعض الناس، فالمرض يشكوه المصاب ولكنه يغفل عما فيه من الثواب وتكفير الذنوب ورفع الدرجات، وقد تستفيد منه الأطباء وشركات الأدوية والممرضون. وإقامة الحدود فيها تطهير للمذنب وحماية للمجتمعات وزجر لها عن الوقوع في مثل تلك المعصية.
وعذاب الكافر وابتلاؤه بالمصائب فيه خير له لعله يرجع ويتوب كما قال الله: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {السجدة:21} وقال: تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم:41} وقد شرع الله تعالى للعباد توقي المصائب بالتعوذ والالتزام بما يبعد البلاء كالقيام بالأعمال الصالحة والبعد عن الذنوب، كما شرع لهم التداوي من الأمراض كما في الحديث: لكل داء دواء، فإذا اصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل. رواه مسلم
كما يشرع للعبد علاج ما به من الخجل أو غيره مما يراه في نفسه بالدعاء والعلاج المشروع، ومن الدعاء في ذلك حديث ابن حبان: .. وقني شر ما قضيت.
وأما محاجة موسى وآدم فتدل على أن كل شيء قدره الله.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها لمعرفة المزيد في الموضوع وعقيدة القدرية:61976، 9192، 47818، 12519، 80694، 96539، 2855، 7003، 63544.
ويمكنك المزيد من الاطلاع على مسائل القدر عند تصفح موضوع الإيمان بالقدر، وهو من موضوعات العقيدة الموجودة بالعرض الموضوعي لفتاوى الشبكة.
والله أعلم.