الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن الإصرار على منع الزكاة وأكل الفوائد الربوية أمران خطيران جداً، والواجب على الابن السعي في صد والده عن ذلك بجميع الوسائل المشروعة التي تتاح له، وخصوصاً أنك ذكرت عن الأب من محبة ابنه ما يتوقع معه قبول النصح منه.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فإنك قلت إن مال الوالد غير مستغرق بالربا والزكاة، وهذا يفيد أن قبول ابنه الهدية منه جائز، وعليه فينبغي أن يقبل الشقة التي أراد له أبوه أن يسكنها ويتزوج فيها، وأما احتمال أن أباه سيتوب إلى الله ويخرج عنه الربا والزكوات، فإن هذا لا يمكن أن تبنى عليه الأحكام، لأنه أمر غيبي، قد يتحقق وقد لا يتحقق، والأحكام إنما تبنى على ما تحقق بالفعل، فإذا تاب الأب، وأراد أن يتخلص من الحرام فله -حينئذ- أن يختار الطريقة المناسبة لذلك، وفيما ذكرناه رد على كثير من تساؤلاتك، ونسأل الله العلي القدير أن يمن علينا جميعاً وعلى ذلك الوالد بالتوبة النصوح.
والله أعلم.