الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فيجب عليك الوفاء بنذرك بأن تصوم يوماً من كل شهر ، ولا يجوز لك ترك ذلك ، فإن لم تصم في الشهر وجب عليك قضاؤه في الشهر الذي يليه مع الإثم ؛ إن لم يكن لك عذر في التأخير، أما إذا أخرته لعذر كمرض ، فيجب عليك القضاء ولا تأثم ، بذلك وانظر في وجوب الوفاء بالنذر الفتوى رقم:
2522
وأما أكل الثعلب فقد اختلف أهل العلم في حكمه ، فمذهب أبي حنيفة والمشهور من مذهب أحمد أنه لا يحل أكله ، وهو قول عمرو بن دينار والزهري وابن المنذر محتجين بأنه من السباع ، وأما مالك فكره أكله ، وذهب الشافعي إلى أنه حلال ، وهو قول طاووس وقتادة وأبو ثور والليث وابن عيينة ، وإحدى الروايتين عن عطاء ، وقول لأحمد ، لأنه من الصيد الذي يفدى في الحرم والإحرام ، وهذا القول الأخير هو الراجح -والله أعلم- لأن الأخبار تضافرت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن أكل كل ذي ناب من السباع ، والمحرم هو ما جمع الوصفين : أن يكون له ناب ، وأن يكون من السباع العادية بطبعها ، كالأسد والذئب والنمر والفهد. والثعلب -وإن كان ذا ناب -إلا أنه ليس من السباع العادية ، فهو إذن كالضبع الذي أجاز النبي صلى الله عليه وسلم أكله مع أن له ناباً.
والله أعلم.